بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 25 سبتمبر 2011

عن مهنة الكتابة

ورشةصغيرة :
أفكر في عمل ورشة صغيرة على هذه الصفحة عن "مهنة الكتابة" باعتبار ان الكاتب هو ايضا "موظف " عند نفسه ..اي أنه يعمل داخل إطار من "آداب المهنة " Ethics. وكان قد دار حوار طويل بيني وبين الزميل عوت القمحاوي - بالميل - حول نوع من المثقفين المصريين تحديدا ، الذين "امتهنوا " الكتابة بأنواعها، وتعاملوا مع "السلطة " في مصر منذ ان وعينا ..بالنسبة لي بدأ هذا الوعي منذ السنوات الأخيرة من حكم الملك السابق فاروق اي نهاية الأربعينيات ..وحتى سقوط مبارك 2011 ..واستقر الرأي بيننا ان نكتب خبراتنا في هذا لمجال ..واقترحت أنا ان أكتب ما أعرفه شخصيا ( وليس ما سمعته بطريق العنعنة ) عن مثقفين ماركسيين ( اساسا وغير ماركسيين ايضا ) اعرفهم وتعرفت عليهم خلال رحلة حياة بدأت منذ التحاقي بتنظيم ماركسي محظور عام 1955، ثم الاعتقال فالمحاكمة فالسجن منذ عام 1960 حتى 1964..وما بعدها من سنوات ،حيث التقيت فيها بماركسيين مصريين مثقفين؛ من كتاّب وصحفيين امثل احمد عباس صالح وعبد الرحمن الخميسي ومحمود السعدني وامير اسكندر وكمال القلش وتوفيق صالح والفريد فرج..وغيرهم ، إثناء عملي في العراق من عام 75 حتى 78 ..ثم في لبنان من 78 حتى 82. حيث التقيت ايضا وتعاملت وعملت مع عدد من المثقفين المصريين اليساريين .وكنت قد شاركت في تأسيس تنظيم تجمع المصريين في الخارج مع فؤاد التهامي والرفيقين الراحلين عدلي فخري ومحسن الخياط وعلاقتنا ايضا كأعضاء في الحزب الشيوعي المصري بمسؤول (الخارج ) مشيل كامل المفكر والمناضل الماركسي الذي كان يقيم في باريس وغيره من الشيوعيين المصريين مثل احمد الرفاعي الذي كان يقيم في اليمن الجنوبي ومجموعة من الذين قد اضطروا للخروج من مصر في عصر السادات .ثم عودتي الى مصر من بيروت - لبنان نتيجة لحرب 28 التي شنتها اسرائيل على لبنان بقيادة ارييل شارون بهدف تحطيم المقاومة الفلسطينية واللبنانية المتحالفة معها ،في 82 واقامتي في مصر بعد غياب 12 سنة خارجها منذ عام 1970 حيث سافرت الى وارسو - بولندا لأدرس المسرح هناك.في مصر قمت مع أرملة شهدي وابنته بتأسيس دار شهدي للنشر في ذات السنة وكان ذلك بمبادرة من السيدة روكسان ارملة شهدي.. ..إلى آخر الرحلة حتى الأعوام الحالية ..الهدف الذي توصلنا إليه عزت القمحاوي الذي يصغرني بأجيال حيث اني الآن في الرابعة والسبعين (!) ..وأنا ؛ والذي كانت هذه المبادرة صادرة منه بالأساس ، حيث شعرنا بأن جماعة من المثقفين المصريين ينطبق عليهم وصف الانتهازية السياسية والوصولية قد تحركوا بسرعة بعد أن تأكدوا من انتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير واعلنوا انهم "اباء هذه الثورة وعرابوها " وهدفهم هو تبييض صفحاتهم تالسوداء السابقة ..كما اعلن بعضهم يأسهم من الثورة والثوار وراحوا ينشيعون روح اليأس والانهزامية .لذا فكرنا أن نتصدى لهكذا تيار فكري بأن يقدم كل منا خبرته ورؤيته ومعلوماته ايضا عن المرحلة التاريخية / الثقافية ، التي خبرها وعاشها ، خاصة ان القمحاوي عمل لفترة طويلة بالصحافة الأدبية، وكذا لفترة طويلة مديرا لتحرير "اخبار الأدب " حينما كان جمال الغيطاني رئيسا لتحريرها ..فهو - إذن كان يعمل بل ويعيش ،بداخل مطبخ الحياة الثقافية المصرية المعاصرة ، بينما كنت - ولا أزال - خارجه، وخارج المشاركة العضوية في الحياة اليومية الثقافية المصرية ، وعلاقاتها المعقدة المتشابكة ، نتيجة لإقامتي بشكل مستديم في هولندا منذ حوالي خمسة وعشرين عاما .وكنا اتفقنا - القمحاوي وانا - على كتابة مجموعة مقالات نضعها في ملف "ما " تمهيدا لتحريرها في كتاب . لكن عندي هوس بالوقت وضيقه - نتيجة عمري المتقدم (!) - لهذا أبادر بهذا النوع من "تمرينات "الكتابة كتسخين(!) حتى استعيد لياقتي في هذا الصنف من الكتابة الذي أهملته من زمن بعيد..وأسجل، بداية ، هنا ، حقيقة هامة هنا و إحقاقا للحق : أن فكرة هكذا ملف وكتابة ، مدين بها للزميل عزت القمحاوي ولحماسهولمبادرته بالفكرة الأساسية. أمستردام- 25 سبتمبر -2011

ليست هناك تعليقات: