بحث هذه المدونة الإلكترونية

الخميس، 29 سبتمبر 2011

امير اسكندر نموذجا لسقوط المثقف

تمرينات على كشف المستور

أمير اسكندر الماركسي المصري : نموذجا لسقوط المثقف :

كان أمير اسكندر في المعتقلات والسجون الناصرية مثله مثل مئات من الشيوعيين المصريين , لا أذكر أين التقيت به لكن في الأغلب في معتقل الواحات بعد صدور الحكم عليّ وعلى القضية التي كنت فيها وترجيلنا من سجن الحدرة في إسكندرية بعد أن قضينا فيه حوالي سنة في المحاكمة العسكرية لنا ( طبقا للتقليد الذي ابتدعه نظام عبد الناصر لمحاكمة المدنيين السياسيين المعارضين )

ثن حينما تم الإفراج عنا في منتصف عام 1946 بعفو رئاسي ، تشكلت لجنة من داخل الدولة ( لا اعلم أي جهاز تتبع .يرئسها ضابط مخابرات في الأغلب اسمه سمير مصلح ) فعادة تسكين الشيوعيين المفرج عنهم في أعمال . عرفت باللجنة وذهبت إليها وقدمت طلبا للعمل لكنهم لم يعطوني عملا لأسباب لم يشرحوها لي.

هكذا وجد أمير اسكندر نفسه في صحيفة الجمهورية التي أسسها ناصر. وكان يعمل في القسم الثقافي أو لعله مسؤلا عن قسم المسرح . كان في القسم الثقافي عبد الرحمن الخميسي واحمد عباس صالح وآخرين غير مشهورين مثل كمال القلش وعبد السلام مبارك ..وآخرين.

كنت أتابع بقدر الإمكان مقالاته وتحليلاته عن المسرح المصري وقتها الذي كان النقاد يقولون عنه ( ازهى عصور المسرح المصري "

ثم حصلت عام 1970 على منحة لدراسة المسرح واللغة البولندية في بولندا ، وأنهيت دراستي عام 1975 وذهبت للعمل في العراق حيث كان قد سبقني إلى هناك مجموعة كبيرة من المثقفين المصريين منهم الخميسي والسعدني وعباس صالح وتوفيق صالح وفؤاد التهامي وعبد السلام مبارك ونبيل زكي وسعد التايه وكمال القلش وأمير اسكندر .وحمسني كمال للقدوم إلى العراق وأقمت فترة في البيت الذي كان يقيم فيه مع أمير والتايه ، حتى استلقيت بسكن خاص .

أمير وقتها كان يعمل في صحيفة الجمهورية العراقية مثل كثيرين من المصريين الصحفيين . يرأس الجمهورية العراقية طارق عزيز ، وهو أيضا وزير الإعلام ومقرب من صدام حسين وأشوري أو كلداني لا أتذكر ( مسيحي ) ولعل هذا هو أيضا السبب الذي متن العلاقة بين الاثنين وجعل طارق يقدم أمير إلى صدام حسين ومعه اقتراح أن يكتب سيرة صدام حسين .

بالفعل كتب أمير الكتاب بعنوان " هكذا تكلم صدام " ( مثل كتاب نيتشه الشهير : هكذا تكلم زرادشت )

طبعا الكتاب كان مقررا على الشعب العراقي والشعوب العربية (!) وكل من له علاقة بالعراق كما تمت ترجمته إلى لغات العالم ..كان الكتاب موجودا مجانا في غرف الفنادق بجوار خريطة بغداد ..

تركت العراق عام 78 فاسخا عقد عملي في مؤسسة السينما والمسرح وذهبت مع فؤاد التهامي الى بيروت .فقد كنت خائفا من انقلاب صدام على الشيوعيين العراقيين بعد أن كانوا في جبهة معه خاصة أن لي علاقات معهم ومنت أتردد على مقر جريدتهم " طريق الشعب " وعلى فخري كريم ..

التقيت أمير بعد ذلك وسخرت من "كتابه " الذي كان يلمع صدام ويجعله بطلا .. دافع أمير عن نفسه بل انه اعتبر نقدي له حسدا ..كان هو قد استقر نهائيا في الحي 14 في باريس وهو ارقى واغلى إحيائها ..وأصبح مراسل لجريدة الجمهورية العراقية ..واشترى عزبة في مصر ..الخ

في زيارة لي للقاهرة قال لي سعد هجرس تعالى نعزي أمير ..سألت ماله ؟ فعرفت بالوفاة الفاجعة لأبنه الوحيد الذي كان يدرس في الجامعة الأمريكية في القاهرة .

ذهبت مع سعد للتعزية في شقته في مصر الجديدة.

بعد ذلك عرفت بالخلاف المالي بينه وبين عبد الملك خليل ..حيث اخذ نقودا من عبد الملك ليستثمرها له ..واكلها عليه فرفع ملك قضية نثب على أمير وهرب أمير إلى باريس حيث توفى هناك ..

جنون !

الحلقة القادمة : فخري كريم من قائد شيوعي إلى "مُتهم بسرقة فلوس الحزب الشيوعي العراقي "

الأحد، 25 سبتمبر 2011

عن مهنة الكتابة

ورشةصغيرة :
أفكر في عمل ورشة صغيرة على هذه الصفحة عن "مهنة الكتابة" باعتبار ان الكاتب هو ايضا "موظف " عند نفسه ..اي أنه يعمل داخل إطار من "آداب المهنة " Ethics. وكان قد دار حوار طويل بيني وبين الزميل عوت القمحاوي - بالميل - حول نوع من المثقفين المصريين تحديدا ، الذين "امتهنوا " الكتابة بأنواعها، وتعاملوا مع "السلطة " في مصر منذ ان وعينا ..بالنسبة لي بدأ هذا الوعي منذ السنوات الأخيرة من حكم الملك السابق فاروق اي نهاية الأربعينيات ..وحتى سقوط مبارك 2011 ..واستقر الرأي بيننا ان نكتب خبراتنا في هذا لمجال ..واقترحت أنا ان أكتب ما أعرفه شخصيا ( وليس ما سمعته بطريق العنعنة ) عن مثقفين ماركسيين ( اساسا وغير ماركسيين ايضا ) اعرفهم وتعرفت عليهم خلال رحلة حياة بدأت منذ التحاقي بتنظيم ماركسي محظور عام 1955، ثم الاعتقال فالمحاكمة فالسجن منذ عام 1960 حتى 1964..وما بعدها من سنوات ،حيث التقيت فيها بماركسيين مصريين مثقفين؛ من كتاّب وصحفيين امثل احمد عباس صالح وعبد الرحمن الخميسي ومحمود السعدني وامير اسكندر وكمال القلش وتوفيق صالح والفريد فرج..وغيرهم ، إثناء عملي في العراق من عام 75 حتى 78 ..ثم في لبنان من 78 حتى 82. حيث التقيت ايضا وتعاملت وعملت مع عدد من المثقفين المصريين اليساريين .وكنت قد شاركت في تأسيس تنظيم تجمع المصريين في الخارج مع فؤاد التهامي والرفيقين الراحلين عدلي فخري ومحسن الخياط وعلاقتنا ايضا كأعضاء في الحزب الشيوعي المصري بمسؤول (الخارج ) مشيل كامل المفكر والمناضل الماركسي الذي كان يقيم في باريس وغيره من الشيوعيين المصريين مثل احمد الرفاعي الذي كان يقيم في اليمن الجنوبي ومجموعة من الذين قد اضطروا للخروج من مصر في عصر السادات .ثم عودتي الى مصر من بيروت - لبنان نتيجة لحرب 28 التي شنتها اسرائيل على لبنان بقيادة ارييل شارون بهدف تحطيم المقاومة الفلسطينية واللبنانية المتحالفة معها ،في 82 واقامتي في مصر بعد غياب 12 سنة خارجها منذ عام 1970 حيث سافرت الى وارسو - بولندا لأدرس المسرح هناك.في مصر قمت مع أرملة شهدي وابنته بتأسيس دار شهدي للنشر في ذات السنة وكان ذلك بمبادرة من السيدة روكسان ارملة شهدي.. ..إلى آخر الرحلة حتى الأعوام الحالية ..الهدف الذي توصلنا إليه عزت القمحاوي الذي يصغرني بأجيال حيث اني الآن في الرابعة والسبعين (!) ..وأنا ؛ والذي كانت هذه المبادرة صادرة منه بالأساس ، حيث شعرنا بأن جماعة من المثقفين المصريين ينطبق عليهم وصف الانتهازية السياسية والوصولية قد تحركوا بسرعة بعد أن تأكدوا من انتصار ثورة الخامس والعشرين من يناير واعلنوا انهم "اباء هذه الثورة وعرابوها " وهدفهم هو تبييض صفحاتهم تالسوداء السابقة ..كما اعلن بعضهم يأسهم من الثورة والثوار وراحوا ينشيعون روح اليأس والانهزامية .لذا فكرنا أن نتصدى لهكذا تيار فكري بأن يقدم كل منا خبرته ورؤيته ومعلوماته ايضا عن المرحلة التاريخية / الثقافية ، التي خبرها وعاشها ، خاصة ان القمحاوي عمل لفترة طويلة بالصحافة الأدبية، وكذا لفترة طويلة مديرا لتحرير "اخبار الأدب " حينما كان جمال الغيطاني رئيسا لتحريرها ..فهو - إذن كان يعمل بل ويعيش ،بداخل مطبخ الحياة الثقافية المصرية المعاصرة ، بينما كنت - ولا أزال - خارجه، وخارج المشاركة العضوية في الحياة اليومية الثقافية المصرية ، وعلاقاتها المعقدة المتشابكة ، نتيجة لإقامتي بشكل مستديم في هولندا منذ حوالي خمسة وعشرين عاما .وكنا اتفقنا - القمحاوي وانا - على كتابة مجموعة مقالات نضعها في ملف "ما " تمهيدا لتحريرها في كتاب . لكن عندي هوس بالوقت وضيقه - نتيجة عمري المتقدم (!) - لهذا أبادر بهذا النوع من "تمرينات "الكتابة كتسخين(!) حتى استعيد لياقتي في هذا الصنف من الكتابة الذي أهملته من زمن بعيد..وأسجل، بداية ، هنا ، حقيقة هامة هنا و إحقاقا للحق : أن فكرة هكذا ملف وكتابة ، مدين بها للزميل عزت القمحاوي ولحماسهولمبادرته بالفكرة الأساسية. أمستردام- 25 سبتمبر -2011

Raof Mosad

Raof Mosad:

'via Blog this'

الأحد، 19 يونيو 2011

انطباعات عن كتاب الطغري وملحمة السراسوة

سأكتب هنا عن "إنطباعات " ناجمة عن ما قرأته من انتاجات ادبية لاقت "رواجا " في حلقات المشتغلين بالثقافة مثل روايتين هما" كتاب الطغري" ليوسف رخا و"ملحمة السراسوة" التي لم اقرا منها سوى جزأها الأول في طبعته الرابعة !.
بداية تعالوا نشوف كتاب الطغري الذي يقع في حوالي خمسمائة صفحة وبه رسومات تخطيطية عن تصور المؤلف لحركة شخصيته الأساسية بين مكان عمله واماكن اخرى .. ويبدو ان سبب الكتابة كما فهمت من ما كتبه المؤلف هو عمل خارطة" حركية " للقاهرة ..وحقيقة لم افهم ولم استوعب لماذا ينفق شخص موهوب مثل يوسف رخا وقته في هذه الترهات ؛ خارطة للقاهرة لا تفيد قارئها لأنها بداية "حاجة " لا علاقة لها بعلم الخرائط او حتى بالادعاء بذلك..وانا اعرف انه سيرد على من يقول له هذا بانه لم يفهم " سر الخرائط " .. بل اعتقد انه كان بالفعل يريد ان يكتب رواية تدور عن "خطط " القاهرة كما كتبها المؤلفون الأولون مع اعطاء هذه "الخطط" لمسة من يوسف رخا يجدد لها شبابها من خلال روح انسانية وحركة بشرية لشخصيات محددة ، يدخلهم في حبكة روائية كشخصيات "غرائبية " ( الله يجازيك يا ماركيز )
ومنذ الصفحات الأولى يتأستذ عليك المؤلف ويفهمك يعني ايه طغري ( طيب يا عم شكر الله سعيكم على معلومة لا تضر ولا تفيد ) ويدخلنا في تفاصيل تاريخية كثيرة حول المسميات والوظائف التركية والخلافة العثمانية ويبدا العمل الشاق لواحد مثلي ، في القراءة التي لا تقودك الى شيء سوى ان هنالك شخصا في الرواية تشاجر مع زوجته وترك البيت وذهب ليعيش في بيت امه ويرسم لنا خارطة سيره اليومي ثم يقرر السفر الى بيروت لسبب غامض ايضا ويقيم علاقة مع شقيقة عشيقة سابقة ( حسب فهمي ).
الشخصيات مرسومة بدقة محترف وبعض الفصول والفقرات بارقة وطريفة وقوية لكن الرواية كلها توقعك في حيرة تقودك الى السخط على هذا النوع من الكتابة المهدرة للطاقة والوقت ؛كتابة استعراضية مليئة بالاجعاءت غير الضرورية والتي لا تفيد احدا خاصة الكاتب الذي كنت ق قرأت له بعض القصص القصيرة وكتابات عن رحلات ..
لكنه قرر ان يعطينا مثلا في كتابة ما بعد حداثية حسب تعبير احد المتحمسين له ..ولما سألت اصدقاء وزملاء في قعدة في مقهى التكعيبة عن ماذا اعجبهم في الرواية وكانوا قد اعلنوا اعجابهم مسبقا قالوا : الانجاز اللغوي . سألت فين ويعني ايه فقالوا خلط لغة الكتابة باليويم .. فوجئت بهذا التفسير وقلت لهم عمنا يحي حقي سبق الجميع ثم هناك العبقري يوسف ادريس في اختراعه لمصطلا مثل "لغة الاي اي " ويبدو اني كنت اؤذن في مالطة..لني حاولت ان افهمهم النظرية او المبدأ البسيط في الكتابة او في اي عمل ابداعي وهو ان يكون هناك Reason d'être..اي سبب الوجود.. يعني بصراحة "سبوبة " العمل ده .ليه وعشان ايه..تخيلوا ديستيوفسكي لما قعد يكتب الاخوة كارمازوف . انه أول ما صحي من النوم زهقان قرر يكتب رواية "ما " عشان يحكي عن تاريخ اسرة كارامازوف لسبب غامض ، وهكذا قعد يتمرن فينا ؟!معقولة دي..
لعل علمي ببعض التاريخ العائلي لأسرة يوسف رخا - بالصدفة - وما يقولونه عن حقوق لهم في اراض وممتلكات و"خطط " القاهرة الخديوية وما قبلها وما بعدها، لعل هذا ، كان حافزا ليوسف رخا ان يهتم بأحياء القاهرة وان يحاول - لكنه لم يفلح - في اعطائنا "خططا" حديثة لقصص تدور عن ممتلكات قديمة عائلية ..
والله اعلم !

السبت، 18 يونيو 2011

عن المرض وعن الكتابة

الآن انا في الرابعة والسبعين مثل من تبقى من جيلي ..بعضهم اكبر قليلا والبعض اصغر قليلا .لكنا حينما نلتقي،نراقب بعين الصقر تدهوراتنا الجسدية : الطرش ، غياب الاسماء ، ضعف الذاكرة ، تصلب الشرايين ، خشونة الركبة ، عمليات زرع الاسنان ، صباغة الشعر ..وبالطبع آخر كتاب وآخر نميمة !
اعاني مثل غيري من امراض القلب وعملت 3 عمليات صغيرة (كما يقول الاطباء ) مجرد تركيب بالونات ..او هكذا تسمى(!) ثم عملية في العام الماضي في ركبتي اليسرى لإزالة غضاريف خشنة لأفاجيء هذا العام بذات الإلام في ركبتي اليمنى والاحتمالات نفسها. قال لي اخصائي العيون الهولندي " هناك تدهور في شبكية العين اليسرى " ونصح بمزيد من الفحوصات .
طبعا هذا يعكر مزاجي ..ان انام وانا متألم وان استيقظ وانا متألم .بالإضافة طبعا الى الهواجس المرضية المتخيلة الخرى مثل السرطان والعته والزهايمر.
محروم من المشي والتمشي الذي احبه وان كنت لا ازال استطيع ان اركب اليسكلتة بتاعتي في الجو الحسن (!) وهذا نادر هنا ..لكني افتح الكمبيوتر كل يوم وارد على معظم الرسائل عدا تلك التي القي بها الى حيث القت!ثم خطر لي العام الماضي مشروعا جنونيا هو ان اعيد طبع كل كتبي التي نفذ معظمها من الاسواق ..شجعني هاني عنان وهو دكتور مثقف وقاريء ممتاز أيضا وناشط سياسي كمان بل وساهم معي في نص التكاليف (كتر خيره)
اعادة النشر هذه جعلتني اعكف مرة اخرى على النصوص اتأملها بعين مدققة وطلبت من احمد ابو( ابي ) خنيجر ان يدققها معي تحريرا ولغة ووافق الرجل مشكورا.. ثم لا بأس ايضا من بعض التشبب في من يحن قلبها على العجوز الذي يأبى ان يتصابى ويابى ان يتقاعد . لكن الكتابة ما تزال لي على الأقل هي الترياق الوحيد ..داوني بالتي كانت هي الداء !!

جعل Google صفحتك الرئيسية

جعل Google صفحتك الرئيسية