بحث هذه المدونة الإلكترونية

السبت، 6 سبتمبر 2008

مهدي .. عبد الحكيم قاسم

ليست الرواية القصيرة " المهدي " اعظم اعمال عبد الحكيم قاسم لكنها " اجرأها " لأنها تتناول قضية ساخنة . قضية " اسلمة " قبطي مصري في ريف مصر حيث كانت جماعة الأخوان - وما تزال - متواجدة بقوة . بطل الرواية نجار سواقي متجول ,احط أخيرا في بلدة ؛ المتنفذون فيها من الإخوان . تضيق به سبل العيش هو وزجته وأسرته الصغيرة المتنقلة معه . فيقرر ان يعلن اسلامه حتى يأكل. في اليوم الموعود ؛ يُطاف به في القرية وسط الهتاف والتكبير. يتوجهون به الى شعبة الأخوان حيث سيتلو الشهادتين . امراته تسير خلفه مسلوبة . قبل ان يصل الموكب الى الشعبة ، يموت الرجل الذي كان سيتخذ اسما جديدا هو " المهدي " وما لللاسم من دلالة واضحة.
كان نقدي للنهاية بأنها " سد خانة " حتى لا يغضب الأخوان او الأقباط . فقد كان حكم قبل التحاقه بالحركة الشيوعية نشطا في جماعة الأخوان المسلمين .
كتب عبد الحكسم هذه الرواية القصيرة وهو في المانيا حيث كان يعمل كما قلت حارسا ليليا. وحينما جاء عائدا الى مصر ، زارني في دار شهدي للنشر. تحدثنا عن نشر اعماله . قلت له فلنبدأ بالمهدي. انزعج وغضب . لم اعرف سبب ذلك . عرفت لاحقا انه وثق علاقته بصحيفة " الشعب " وانه بدأ بكتابة عمود فيها . كان عادل حسين يرأس تحريرها وقتها. نعرف انا وعبد الحكيم عادل من السجن حيث كان قياديا في الحركة الشيوعية " حدتو " ( على ما أظن ) وانه كان واحد من المنظرين لحل الحزب ودمج الشيوعيين في التنظيم الطليعي .
أعاد طاهر عبد الحكيم نشر معظم اعمال عبد الحكيم قاسم في الدار التي اسسها والتي انتهت بعد وفاته بسنوات قليلة . لم يعيد نشر المهدي . تصافينا انا وحكم بعد ما حدث في دار شهدي .

ليست هناك تعليقات: