بحث هذه المدونة الإلكترونية

الجمعة، 12 سبتمبر 2008

مائة عام من العزلة ..ثرثرة ..وطحن قليل وملل

حينما صدرت الترجمة العربية لمائة عام من العزلة ..عن دار الكلمة لصاحبها ومؤسسها الراحل حسين الحلاق ..كنت في بيروت وتعودت ان اقضي بعض الاماسي في دار الكلمة مع صحبة رائعة من مثقفين عرب ولبنانيين. قرأت الترجمة فلم افهم الكثير واقر الحلاق بأن الترجمة ضعيفة . ثم بعد سنوات عثرت على الترجمة الانجليزية فقراتها..وانا اشعر بالملل ولمت نفسي باعتبار ان العيب في .. وهذا هو ماركيز ونوبل .داومت على قراءة ماركيز مع كتاب امريكا اللاتينية الذين تعرفت على اعمالهم وخاصة يوسا الذي بهرني - اكثر كثيرا من ماركيز . يوسا مركز وحكيم وفيلسوف . ماركيز .. سطحي وثرثار. قرأت حب في زمن الكوليرا واعجبتني رغم ثرثرتها .. وبالطبع بقية اعماله. اعماله القصيرة اهم ؛ مثل الكولونيل الذي لا يجد من يراسله وقصة موت معلن .. لعلهما اهم اعماله.ومنذ اسابيع قررت ان احسم موقفي من ماركيز خاصة بعد ان لم استطع اكمل روايته الاخيرة ( بالانجليزية ) عن عاهراتي النستولوجيات . قلت في عقل راس : الرجل ظهر هنا على حقيقته فهو يريد ان يحكي ويريد ان يستفيض ..لكن ليس عنده مادة كافية للحكي بالعكس من يوسا الذي يبهرني دائما. لم استطع ان كمل مائة عام من العزلة مع اني كنت صبورا . مشكلة الرواية انها مليئة بالثرثرة التي لا داع لها, بلي بها بعض الفصول والفقرات العبقرية .. لكن بقية الرواية كانت تحتاج الى مقص حاسم . هو كان يريدها رواية اجيال . يريد ان يضع بعض سحر الف ليلة وليلة فيها. مدينة النحاس . اعتقد انه اراد ان ينقل فكرة قصة مدينة النحاس في البلدة التي اخترعها . لكنه اراد ايضا ان يكتب سياسة وصراع عسكري وحزبي .اراد ان يكتب عن الجنس فطلع الجنس عنده في كثير من الحيان باردا مثل حكايات كويلو التافهة التذي بلانا به بهاء طاهر ,,سامحه الرب وتعيد ترجمته باصرار اخبار الدب .. لعل المسؤول بها يريد ان يقول لنا .. هذه هو كويلو الذي به تشيدون .
اذكر مرة سألت الطيب صالح لماذا لم تكمل " بندر شاه " فاجابني منزعجا " يعني لازم الكاتب يقعد يكتب على طول " فموسم الهجرة هي روايته العبقرية. وحينما اراد ان يكتب عن " حالة " مشابهة في بندر شاه ادرك انه لن يستطيع ان يواصل. فترك الرواية لم يكملها ..وهذا حقه .
ماركيز لا يريد ان يتوقف . فهو مريض بالسرطان ولعله يشعر ان توقفه عن الكتابة معناه قبول فكرة الموت التي لعب بها في روايته الاخيرة . العفريت الذي طلع له وكان يراقب اعماله بدقة هو كاتب افريقيا الجنوبية الحائز ايضا على نوبل رغم " عادية " اعماله ( ايضا مثل ناموق التركي الممل) .ز واخذ يحلل انشغال ماركيز بالبنات اللاتي عمرهن اربعة عشر سنة . فقلت لنفسي .. يا سلام على شغل اولاد الكار .
انا هنا لا اريد ان اجامل احدا من المؤلفين الذين اقرا لهم فأنا خارج المؤسسات اجمع .. ولا اتقرب من المعز في ذهبه وبالتالي لا اخشى سيفه .
قلت راي في ماركيز وفي كويلو وفي ناموق ومن لا يعجبه كلامي فهو حر ايضا

ليست هناك تعليقات: